شريط الأخبار

عالم فرنسي: الزلزال لم يقع في المنطقة الأكثر نشاطاً بالمغرب

10/09/2023
عالم فرنسي: الزلزال لم يقع في المنطقة الأكثر نشاطاً بالمغرب

فيليب فيرنان الباحث المتخصّص في التكتونيات النشطة: يعدّ المغرب من البلدان التي لا نتساءل فيها هل ستحدث زلازل، بل متى ستحدث

أوضح فيليب فيرنان الأستاذ والباحث في جامعة مونبلييه الفرنسية والمتخصّص في التكتونيات النشطة، خصوصاً في منطقة المغرب العربي، أن الزلزال القوي الذي ضرب المغرب وقع في منطقة "ليست الأكثر نشاطاً" في البلاد.

هل هذا الزلزال مفاجئ؟

يعدّ المغرب من البلدان التي لا نتساءل فيها هل ستحدث زلازل، بل متى ستحدث. وكان زلزال أغادير (5.7 درجة في العام 1960) قد دمّر المدينة بأكملها وتسبّب في مقتل حوالي 15 ألف شخص، كذلك كان هناك زلزال الحسيمة (6.4 درجة في العام 2004) الذي وقع في منطقة أقرب إلى البحر الأبيض المتوسط.

حالياً، لا يقع مركز الزلزال في المنطقة الأكثر نشاطاً في المغرب. ولكن هناك الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال عالية إلى حدّ ما، مما يعني أن التشوّه (التغيير) لا يزال يحدث حتى اليوم. إذ إن هذا النوع من الزلازل هو الذي أدى إلى صعود جبال الأطلس الكبير.

هل هذا الزلزال شبيه بالزلزال الذي وقع في تركيا في فبراير؟

في تركيا، كانت هناك حركة أفقية، إذ إن تركيا تتحرّك بشكل أساسي باتجاه الغرب، أي أنها "تتحرك" نحو اليونان. هناك انزلاق أفقي للصفائح. هنا (في المغرب)، نحن على نقطة التقاء بين إفريقيا وأوراسيا أو أيبيريا، الجزء الإسباني، وعلى الصدوع المتداخلة. ترتفع تضاريس الأطلس الكبير على الجهة الأمامية إلى الشمال. لكننا لا نزال في سياق حدود الصفائح.

ما الذي يفسر عنف هذا الزلزال؟

علينا أن نرى مدى قوة الزلزال. لقد وصل إلى 6.8 أو 6.9 درجة، وهي قوة شديدة إلى حدّ ما. ومن الواضح أنها تهز المنطقة بشكل كبير.

ثم هناك العمق، ففي البداية تم الإعلان عن حوالي 25 إلى 30 كيلومتراً، ولكن يبدو أنه سيصل إلى حوالي 10 كيلومترات. كلّما اقتربنا من السطح، كلّما كان تأثير التصدّع أكبر. لقد عايشنا ذلك في فرنسا في العام 2019 في منطقة تيل في أرديش (جنوبا). كان زلزالاً "صغيراً"، لكن بما أنه وقع على عمق كيلومتر واحد، فقد أحدث اهتزازاً كبيراً.

هل يجب الخشية من الهزّات الارتدادية؟

سيكون هناك حتماً هزّات ارتدادية، وحتى لو كانت أقل قوة، فإنّها يمكن أن تؤدّي إلى انهيار المباني التي أضعفها الزلزال.

عادة، هناك ميل للقول إن الهزّات الارتدادية تكون شدّتها منخفضة، مثل "شقوق" صغيرة. عليك أن تفكّر في الأمر على أنه شريط مطاطي كبير قمت بسحبه، وانكسرت قطعة منه. لكن في تركيا، أدّى زلزال إلى آخر. يمكن أن يؤدّي التصدّع الأول، من خلال التأثير المتسلسل، إلى صدع آخر، ممّا يعني أنه يوجد أحياناً خطر حدوث زلزال أقوى بعد الزلزال الأول.

هل يمكن التنبؤ بهذا النوع من الأحداث؟

لسوء الحظ، لا يمكن التنبؤ بأيّ شيء. نحن نحاول تقدير فترات التكرار اعتماداً على قوة الزلازل المختلفة، ولكن بعد ذلك يمكن أن يكون السلوك فوضوياً، بحيث يحدث زلزالان قويان في فترة قصيرة ثم قد لا يحدث شيء لفترة طويلة.

شارك المقال

شارك برأيك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *