بحركة أناملها الرشيقة على النول، استطاعت الحرفية رفعة السبيعي أن تلفت الانتباه إلى جودة عملها في السدو والخياطة والتصميم، حيث تضمنت إبداعاتها نقوشا ثمودية استطاعت أن تدخلها في تصميم القطع التراثية والعبايات والدراعات التي صممتها من السدو، وبعد خبرة لأكثر من 30 عاما استطاعت رفعة أن تصنع لها اسما لامعا في مجال السدو الذي ورثته عن أسرتها.
وقالت لـ"العربية.نت" إنها تعشق السدو من طفولتها حيث ورثت هذه المهنة من والدتها، وأتقنت العمل في السدو منذ أن كان عمرها 10 سنوات في البادية، مبينة أنها أتقنت هذا الفن، وتمكنت من إدخال السدو إلى أثاث المنزل بالكامل وإلى الديكورات واللحف والبسط والأواني والحقائب.
وأضافت أنها أحبت هذه المهنة واعتادت أن تخرج إلى البر مع أسرتها خلال الأعياد وفي الإجازات وخلال أيام السنة تكمل دراستها.
كما أنها شاركت في العديد من المهرجانات التي تهتم بالسدو ومنتجاتها، ومنها مهرجان يقام في النعيرية باسم "ربع معنا في النعيرية"، حيث إنها تطوعت في هذا المهرجان لأكثر من 17 عاما في تنظيم المهرجان وتقديم منتجاتها من السدو، كما أنها قدمت هدايا من السدو لزوار المهرجان، وكان أحد أهم هذه الهدايا هدية من السدو قدمتها لسمو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، كما اشتركت في عضوية "بارع" ووجدت الدعم من الهيئة العليا للسياحة والتراث.
أما عن الدعم المعنوي فقد وجدت الدعم الكبير من المجتمع ومن أمير المنطقة الشرقية، والذي أوجد في داخلها تحدي التميز في إنتاج السدو وتجهيز حقائب يدوية من السدو، ومن ثم وجهت إنتاجها إلى أنواع السدو من خلال صناعة اللوحات والحقائب وأصبحت تنفذ الهدايا المصنوعة من السدو وتقدمها للوفود والسياح والفنادق والمطارات، ووجد إقبالا كبيرا من مختلف الفئات، مبينة أن هناك أنواعا كثيرة من السدو يتم تنفيذه من خلال النول.
وعن تطوير النول، أشارت إلى أنها غيرت في شكل النول التقليدي الذي تقوم بتصنيع السدو، فكان النول في البداية يعتمد على ما يسمى المناسيب والخشب على الأرض، ثم طورت النول بعدة أشكال لعمل السدو الطبيعي، والشنف والعويرجان، والشجرة والبكل، والعديد من المسميات لهذه الأنوال.
كما أوضحت أن فن السدو قديم جديد، وهو موروث أصيل يجب المحافظة عليه ونشره خارج المملكة وداخلها، وأبانت أنها أتقنت هذا الفن، وحصلت على العديد من الشهادات التي تؤهلها للتدريب على السدو ونقل هذه الخبرات للجيل الجديد بما يحافظ على هذا الفن العريق.
وختمت حديثها بقولها إنها مستمرة في تقديم هذا الموروث داخل المملكة وخارجها، كما أنها تعمل على تطوير نفسها في مجال السدو والخياطة فأبدعت في تصميم السدو على الحقائب والدراعات والعبايات، واستطاعت أن تنقله إلى مختلف القطع التراثية والأزياء والإكسسوارات النسائية، مبينة أنها ساعية لنشر هذا الموروث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يشعر الكثير من سكان الجزيرة العربية والشرق الأوسط بالانتماء إلى هذا الفن المرتبط بالأصالة العربية والبادية.